
خ/ رياض- بلغ الإقبال على الملابس التقليدية في الجزائر مع الأيام الأخيرة لشهر رمضان وقبيل عيد الفطر المبارك، ذروته، بحيث تشهد أسواق الملابس التقليدية أوج انتعاشها على مقربة من حلول " العيد الصغير" ، في مشهد يعكس الارتباط العميق للجزائريين بالزي التقليدي الذي يجمع بين الأناقة والأصالة ، حفاظاً على العادات والتقاليد المتوارثة منذ عقود.
وتحولت الفضاءات التجارية الكبرى أو ما يُعرف ب " الأسواق الممتازة" أو المتاجر المُتخصصة في بيع جلابيب الرجال والعباءات محلية الصنع أو المُستوردة من الدول الخليجية ، إلى ساحات تعج بالحركة والرواج الاقتصادي، حيث يقبل الرجال كبارا وصغارا، على اقتناء الجلابيب الربيعية و عباءات ، الشماغ و "جبادورات" وقمصان طويلة خفيفة حسب رغبات وأذواق الزبائن مع حضور"الكوفية الفلسطينية " بقوة في واجهة المتاجر الكبرى ، التي تعكس تجذر القضية الفلسطينية في وجدان الشعب الجزائري .
ويتوقّع تجار " عباءات العيد " بإرتفاع الإقبال بكثافة في الأيام التي تسبق عيد الفطر ، بالنظر إلى ما تحمله هذه المناسبة الدينية من رمزية روحانية مميزّة في المجتمع الجزائري. أما بخصوص الأسعار ، يؤكد الكثير من التجار المُختصين في بيع الملابس التقليدية ، أنها تختلف باختلاف الثوب ونوع الخياطة والزركشة اليدوية أو نصف اليدوية أو بـ" الماكينة " مشيرين إلى أنها تبدأ من 2000 دج إلى 4500 دج ، أما العباءات ، فتصل إلى 1500 دج و 2500 دج .
فيما تتراوح أسعار العباءات المُستوردة التي تغطي هي الأخرى أجزاء من المتاجر الكبرى ، بين 3000 دج إلى 10 آلاف دينار جزائري أو ما يفوق 29 ألف دينار بالنسبة إلى القماش الحريري المُستورد من العربية السعودية. إلى جانب المحلات الكبرى، تعرف ورشات الخياطة التقليدية إقبالا متزايدا، إذ يفضّل البعض خياطة أزيائهم تحت الطلب، وفق مقاسات وتصاميم خاصة، ما يمنحهم حرية الاختيار بين مختلف الأقمشة ، بحيث لا تتخطى أسعار هذا الصنف التقليدي 4000 دج.
تخفيضات...
مع ارتفاع الطلب، يسارع التجار إلى تقديم عروض مغرية، تتنوع بين تخفيضات إلى جانب توفير أزياء بأسعار اقتصادية تناسب مختلف الفئات ، إذ وصل التخفيض إلى 39 % في مختلف أشكال " السراويل التقليدية " و العباءات و الجلابيب محلية الصنع ، التي تبقى حاضرة بقوة في الأسواق المحلية على غرار ، الجلفة ، وهران ، تلمسان ، قسنطينة و مستغانم .
كما تعرف المدن الجزائرية خاصة الصغيرة منها ، حركية تجارية واسعة ، مع توافد أعداد مهمة من أفراد الجالية على التراب الوطني قادمة من دول أوروبية و أمريكية ، حيث عاينت " البلاد نت" في شوارع مدن غرب البلاد تحديداً ، حضورا بارزاً لسيارات ذات ترقيم أجنبي، في مشهد يعكس أيضا إرتباط الجالية الجزائرية بالمنتوج التقليدي ، إضافة إلى ما تساهمه هذه الأخيرة في هكذا مناسبات دينية بتنشيط حركية المنتوج الوطني و مُضاعفة الاستهلاك الداخلي خلال فترة عيد الفطر على سبيل المثال.
وعلى الرغم من تنوع الموضة العصرية، فإن الأزياء التقليدية لا تزال تحظى بمكانة خاصة في المدن الجزائرية ، خاصة مع التوجه الحكومي الجديد عبر مقاربة اقتصادية جديدة ببعث وتطوير صناعة الألبسة والأحذية و العودة بقوة نحو المنتوج المحلي و خلق صناعة محلية ، بغرض خفض فاتورة الاستيراد عبر تقليص الإعتماد على جلب الملابس الجاهزة ووقف استيراد الأحذية .