
أدلى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، رفقة رئيس جمهورية رواندا بول كاغامي، بتصريح إعلامي مشترك، على هامش زيارة الدولة التي يجريها هذا الأخير إلى الجزائر، حيث عبّر الجانبان عن ارتياحهما لمستوى العلاقات الثنائية، وتوافق وجهات النظر حول أبرز القضايا الإقليمية والدولية.
وأكد الرئيس تبون أن الزيارة تمثل فرصة ثمينة لتناول مختلف جوانب التعاون الثنائي، ومواصلة الحديث الذي جمعهما في العاصمة الموريتانية نواكشوط في ديسمبر 2024. وأشار إلى أن الطرفين اتفقا على تفعيل التعاون الثنائي وتوسيعه، من خلال محادثات ثرية شملت قطاعات متعددة.
وفي الجانب الاقتصادي، أعلن الرئيس تبون عن الاتفاق على إرساء آليات جديدة لترقية المبادلات التجارية، من بينها تأسيس مجلس أعمال جزائري-رواندي، وتنظيم لقاءات دورية بين المتعاملين الاقتصاديين، إضافة إلى تعزيز المشاركة في المعارض ذات الطابع الاقتصادي.
وثمّن رئيس الجمهورية الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تم التوقيع عليها خلال هذه الزيارة، مشدّدًا على ضرورة ترجمتها إلى مشاريع ملموسة تعود بالفائدة على شعبي البلدين.
وعلى الصعيد السياسي، أبرز الرئيس تبون تقارب وجهات النظر بين الجزائر ورواندا حول قضايا إقليمية ودولية، مع التمسك بمبدأ الحلول السلمية للنزاعات ورفض التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية للدول. كما جدد دعم الجزائر لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، من خلال استفتاء حر ونزيه وعادل وفقًا للشرعية الدولية.
وتبادل الرئيسان وجهات النظر بشأن الوضع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث أكد الرئيس تبون دعم الجزائر الكامل للمساعي الجارية للتوصل إلى حل سياسي شامل. كما ناقشا الأزمة في السودان، مشددين على ضرورة تنشيط دور الاتحاد الإفريقي لإيجاد مخرج سلمي ومستدام.
وفي الشق الاقتصادي الإقليمي، عبّر الرئيس تبون عن دعم الجزائر لتفعيل المنطقة الإفريقية للتبادل الحر، منوهًا بدور رواندا في هذا المسار، وخاصة في تفعيل الوكالات الإفريقية للأدوية التي يوجد مقرها بالعاصمة كيغالي. كما أشاد بالمجهودات الجبارة التي تبذلها رواندا في مجال التنمية الاقتصادية، والتي جعلت منها نموذجًا ملهمًا للعديد من الدول الإفريقية.
أما في ما يخص القضايا الدولية، فقد أعرب رئيس الجمهورية عن انشغال الجزائر العميق إزاء الأوضاع في غزة، داعيًا إلى الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني. كما شدد على ضرورة ضمان إيصال المساعدات الإنسانية، والتمسك بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.