عزوز ناصري في أول كلمة له كرئيس لمجلس الأمة .. “سأكون رئيسًا جامعًا… ومجلسنا سيظل ملتزما بصلاحياته الدستورية”

أصيل محمد بن فرحات _ ألقى عزوز ناصري، الرئيس الجديد لمجلس الأمة، كلمة شاملة خلال جلسة تنصيبه، عبّر فيها عن امتنانه للثقة التي حظي بها من طرف أعضاء المجلس، مؤكداً أن رئاسة الغرفة العليا مسؤولية جسيمة “قائمة على التكليف لا التشريف”.

في مستهل كلمته، توجه ناصري بالشكر والتقدير لأعضاء المجلس، داعيًا إلى التضامن والتعاون “لتحقيق الأداء البرلماني الفعّال في كنف الديمقراطية التعددية”، متعهداً بأن يكون رئيسًا “جامعا بين كل أعضاء المجلس، باختلاف طيفهم السياسي وانتمائهم الكتلي”.

كما اغتنم الفرصة لتوجيه التهاني للزميلات والزملاء الجدد المنضمين إلى المجلس سواءً عن طريق الانتخاب أو التعيين، متمنيًا لهم التوفيق في مهامهم الجديدة.

وتوجه الرئيس الجديد لمجلس الأمة بخالص التقدير إلى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، مشيدًا بدوره في “تعزيز مكانة السلطة التشريعية في منظومة الحكم”، معتبرًا أن رئيس الجمهورية يكرّس بتوجهاته “إرادة سياسية صادقة في أخلقة وتشبيب السلطة التشريعية، وإعلاء شأنها ضمن البناء المؤسساتي للدولة، وتشجيع التداول الديمقراطي المسؤول”.

وفي سياق متصل، عبّر ناصري عن شكره العميق لسلفه، المجاهد صالح قوجيل، مثنيًا على “خصاله الحميدة وخبرته الطويلة”، ومجهوداته في تسيير شؤون مجلس الأمة “بحكمة ورزانة وكفاءة”.

وتزامنًا مع إحياء الجزائر لذكرى مجازر 8 ماي 1945 واليوم الوطني للطالب، استحضر ناصري “الملاحم الخالدة والتضحيات العظيمة” التي صنعتها الأجيال الثائرة ضد الاستعمار الفرنسي، مؤكدًا أن “مجازر الاحتلال لا تسقط بالتقادم، وستبقى وصمة عار في جبين الاستعمار البغيض”.

ودعا ناصري، فرنسا الرسمية، إلى “تحمل مسؤوليتها التاريخية والاعتراف الكامل بجرائمها”، مؤكدًا أن “النسيان أو التنكر لهذه الجرائم أمر مرفوض”، مطالبًا بضرورة الاعتذار وتجريم الفعل الاستعماري.

وشدد ناصري على أن “الجزائر لا تقبل بأي مساس بسيادتها أو مؤسساتها من أي جهة خارجية كانت، بما فيها فرنسا”، مستنكرًا ما وصفه بـ“محاولات التشكيك في نزاهة النظام القضائي”، والاختراقات السياسية “تحت غطاء دبلوماسي”.

وأكد أن الجزائر مصرة على بناء علاقات “قائمة على الندية والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة”، داعيًا الطرف الفرنسي الرسمي إلى “تحمل تبعات تصرفات مسؤوليه”.

وعبر ناصري عن دعمه التام لمسعى رئيس الجمهورية في تجسيد الإصلاحات الشاملة، منوهًا بالنتائج المحققة في عدة مجالات، قائلاً: “الجزائر تخطو بثبات نحو التطور، ولا ينكر هذا إلا جاحد”.

كما دعا أعضاء المجلس إلى الانخراط الفعّال في “دعم المسارات التنموية الهادفة إلى بلوغ اقتصاد ناشئ مع أفق 2027، وسط عالم متأزم يتطلب جبهة وطنية موحدة وقوية”.

وأكد ناصري التزام مجلس الأمة بأداء مهامه الدستورية، مشددًا على أهمية العمل المشترك مع بقية مؤسسات الدولة، والتفاعل مع تطلعات المواطنين من خلال التشريع والرقابة.

كما دعا إلى تطوير الدبلوماسية البرلمانية ومرافقة الدبلوماسية الرسمية في الدفاع عن قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية وحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.

وأثنى رئيس مجلس الأمة على الدور المحوري الذي يقوم به الجيش الوطني الشعبي ومختلف أسلاك الأمن في حماية السيادة الوطنية، مؤكدًا أن الجزائر ستظل “عصية على المتآمرين، ولا ترضى بأي ابتزاز خارجي”.

وفي ختام كلمته، شدد عزوز ناصري على أن “المرحلة القادمة تتطلب مضاعفة الجهود وتعزيز الأداء”، معلنًا عزمه على تنصيب هياكل المجلس في أقرب الآجال، موجها شكره الخاص لإطارات وموظفي المجلس على جهودهم اليومية.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. فلكيا.. هذا موعد وقفة عرفة وعيد الأضحى

  2. الرئيس تبون يأمر بتسوية نهائية لوضعية الشباب مستوردي "الكابة"

  3. صالح ڨوجيل يودع رئاسة مجلس الأمة

  4. وزير الصحة يكشف عن جديد تعديل القوانين الأساسية والأنظمة التعويضية لمهني الصحة

  5. رياح قوية ورعود على عدة ولايات من الوطن

  6. الأرصاد الجوية تحذر من هبوب رياح قوية على عدد من الولايات الساحلية

  7. وزارة الاتصال تفند تصريحات منسوبة للوزير وتتوعد باللجوء إلى القضاء

  8. الولايات المتحدة الأمريكية : واشنطن تُقرّ رسميًا بـ "يوم استقلال الجزائر" 

  9. إتفاق مبدئي جزائري أمريكي لتطوير الشراكات المُربحة في قطاع المناجم

  10. الجزائر العاصمة: توقيف مشعوذة وحجز طلاسم وأقراص مهلوسة