أطلقت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي "جائزة رئيس الجمهورية للباحث والطالب المبتكر" في طبعتها الأولى، خلال اجتماع انعقد اليوم الاثنين بجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا في باب الزوار.
وأشاد رئيس الجامعة، جمال الدين أكراتش، بهذه المبادرة التي تنظم لأول مرة، معتبرًا إياها خطوة إيجابية لتثمين المشاريع البحثية في الجزائر وتحفيز الباحثين على المنافسة البناءة في مجالات العلم والمعرفة. جاء ذلك خلال لقاء حضره ممثل الوزارة ونواب مديري الجامعات لمنطقة الوسط المكلفين بالبحث العلمي والدراسات العليا.
وأكد أكراتش أن هذه الجائزة تأتي استكمالًا لجوائز أخرى سبق إقرارها في مجالات متعددة، ما يعكس اهتمام السلطات العليا بالعلم، المعرفة، والابتكار باعتبارها محركات رئيسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في الجزائر. كما أوضح أن الهدف من الاجتماع هو تقديم توضيحات حول شروط المشاركة، حيث ستُمنح الجائزة لأفضل بحث علمي مبتكر يخدم الاقتصاد الوطني.
أرفع وسام للباحثين الجزائريين
من جهته، أكد جيلالي تسعديت، مدير التطوير والابتكار بالمديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي، أن "جائزة رئيس الجمهورية للباحث المبتكر" تُعد أرفع وسام يُمنح للباحث الجزائري، سواء كان مقيمًا داخل البلاد أو خارجها، شريطة أن يُسهم ابتكاره في حل مشكلات وطنية ويكون ذا تطبيقات اقتصادية ملموسة.
موعد الإعلان عن الفائزين
وأشار تسعديت إلى أن هذه الطبعة الأولى من الجائزة ستُنظم سنويًا في 16 أبريل، إلا أن استثنائيًا هذا العام، سيتم منحها في 19 ماي تزامنًا مع ذكرى اليوم الوطني للطالب. وأوضح أن المشاركة مفتوحة لعدة فئات، تشمل طلبة الدكتوراه والماجستير والهندسة، بالإضافة إلى طلاب السنوات الأولى من التعليم الجامعي الذين طوروا مشاريع قابلة للتطبيق بالتعاون مع حاضنات الأعمال أو مراكز تطوير المقاولاتية.
أما الفئة الثانية، فتشمل الأساتذة الباحثين الدائمين في مراكز البحث والأساتذة الجامعيين الذين لديهم أعمال ناضجة تليق بمستوى الجائزة. كما أكد أن جميع المجالات البحثية مؤهلة للمشاركة، بما في ذلك التكنولوجيا المتقدمة، الذكاء الاصطناعي، النانوتكنولوجيا، الروبوتات، الإلكترونيات، الصحة، الأمن الغذائي، الطاقة، الموارد المائية، بالإضافة إلى المشاريع ذات الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية.
شروط المشاركة وآلية التسجيل
أوضح تسعديت أن الجائزة مفتوحة للباحثين الجزائريين داخل الوطن وخارجه، شرط أن يكون للباحث المقيم بالخارج مشروع يعالج إشكالية وطنية بالتعاون مع جامعة أو مختبر بحث في الجزائر، أو أن يكون لديه حل قابل للتطبيق يخدم الاقتصاد الوطني. كما يُشترط أن يكون البحث مبتكرًا وقابلًا للتطبيق، على أن يشارك كل مترشح في فئة واحدة بمشروع واحد فقط.
وأضاف أن آخر أجل للمشاركة هو 19 أبريل الجاري، حيث يتوجب على المترشحين تقديم ملخص عن مشاريعهم البحثية إلى جانب مقطع فيديو مدته خمس دقائق، عبر منصة إلكترونية مخصصة لهذه الجائزة. وسيتم تقييم المشاريع من قبل لجنة مختصة مكونة من خبراء جزائريين مقيمين في الخارج، وباحثين في مراكز البحث والجامعات، إلى جانب ممثلين عن شركات اقتصادية ومؤسسات ناشئة.
جوائز قيمة للفائزين
سيتم الإعلان عن النتائج وتوزيع الجوائز في 19 مايو بحضور رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون. وتشمل الجوائز شهادات شرفية ومكافآت مالية معتبرة، حيث سيُمنح الفائز الأول في كل فئة 5 ملايين دينار جزائري، بينما يحصل الفائز الثاني على 3 ملايين دينار، والثالث على 2 مليون دينار. كما يمكن لفريق من الباحثين الترشح بمشروع مشترك.
تشجيع على المشاركة الفعالة
في ختام اللقاء، دعا ممثل المديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي الطلبة والباحثين إلى المشاركة القوية في المسابقة، مشيرًا إلى أن السنوات الأخيرة شهدت ارتفاعًا في عدد المشاريع البحثية المبتكرة، لا سيما عبر حاضنات الأعمال ومراكز تطوير المقاولاتية. كما تم تقديم شروحات تفصيلية حول كيفية التسجيل في المنصة الإلكترونية الخاصة بالجائزة لضمان مشاركة سلسة وفعالة.
