
كشفت دراسة علمية حديثةاصدرتها مجلة "SCIENCE'' عن أن الأنهار الجليدية حول العالم تمر بحالة حرجة للغاية، إذ تبين أن نحو 40% من كتلتها الجليدية معرضة للذوبان. وتُعد هذه النتيجة صادمة للمجتمع العلمي والبيئي، حيث تشير إلى أن تأثيرات التغير المناخي قد تجاوزت نقطة اللاعودة في بعض الجوانب.
بحسب الدراسة، فإن الأنهار الجليدية ستفقد في نهاية المطاف نحو 39% من كتلتها . والأسوأ من ذلك، أن هذه الخسارة تُعتبر حتمية ولا يمكن تداركها، بغض النظر عن الإجراءات المناخية المستقبلية. هذا يعني أن حتى أكثر السيناريوهات تفاؤلاً للحد من الانبعاثات لن يكون كافيًا لإنقاذ هذه الكتلة الجليدية الضخمة.
من بين أبرز تبعات هذا الذوبان، تتوقع الدراسة أن يساهم في رفع منسوب البحار عالميًا بمقدار 113 ملمترًا، ما يعادل أكثر من 11 سنتيمترًا. وقد يبدو هذا الرقم ضئيلًا للوهلة الأولى، لكنه يشكّل خطرًا كبيرًا على ملايين السكان في المناطق الساحلية، خصوصًا في الدول الجزرية والمناطق المنخفضة التي تواجه تهديدات مباشرة من الفيضانات وتآكل السواحل.
يشير الباحثون إلى أن الوقت قد فات لإنقاذ بعض الأنهار الجليدية، لكن لا يزال بالإمكان الحد من الخسائر المستقبلية عبر اتخاذ خطوات جادة لتقليل الانبعاثات الكربونية وتحقيق التحول إلى مصادر طاقة مستدامة. فالتحرك الآن يمكن أن يخفف من فقدان بقية الأنهار الجليدية ويقلل من الأضرار البيئية والاقتصادية والبشرية على المدى الطويل.