
مع إشراقة الثامن من شهر ذي الحجة، يبدأ ضيوف الرحمن بالتوجه إلى مشعر منى، وذلك لإحياء سنة نبوية عظيمة تُعرف بـ يوم التروية. هذا اليوم المبارك هو أول أيام الحج الفعلي، وفيه يبدأ الحجاج أداء مناسكهم استعدادًا ليوم عرفة، الركن الأعظم من أركان الحج.
في منى، يؤدي الحجاج صلواتهم قصرًا من غير جمع، ويبيتون هناك حتى صباح التاسع من ذي الحجة. سُمي يوم التروية بهذا الاسم لأن الحجاج كانوا قديماً "يتروّون" الماء – أي يحملون معهم ما يكفيهم من الماء استعدادًا لصعود جبل عرفات في اليوم التالي، إذ لم تكن مصادر المياه متوفرة كما هي اليوم.
ويُعد يوم التروية فرصة للمراجعة الروحية، وللتهيئة القلبية والعقلية لما هو قادم، خاصة الوقوف بعرفة، الذي يُعد ذروة مناسك الحج. ومن هنا تبدأ الرحلة الإيمانية التي تتجلى فيها أعظم معاني التوبة والتقرب إلى الله.