الامتياز القضائي: القانون في خدمة العصابة

يقيمون في محمية موريتي باعتبارهم مواطنين من الدرجة الأولى ..

 

يقيمون في محمية موريتي باعتبارهم مواطنين من الدرجة الأولى .. ونحتشد نحن في علب السردين فـ (للثعالب أوجرة، وليس لابن الإنسان مكان يأوي إليه) .. لهم صندوق التقاعد الخاص بهم ولنا صندوقنا الذي يعصف به العجز.. ولهم جواز سفرهم الدبلوماسي الذي يكفل لهم معاملة متميزة في المطارات ولنا جواز سفرنا الذي يلقينا في رواق مواطنين من الدرجة العاشرة.

وأمام العدالة يبرز التمييز بيننا وبينهم أيضا.. فالامتياز القضائي  ـ الذي تخلت عنه كل الدول ـ يفيد أن أويحيى وسلال ومن على شاكلتهما من فريق العصابة  أو حتى كبيرهم المستقيل.. لن يحاكموا، حيث يحاكم عموم المواطنين.. أعني في محاكم الشعب.. بل في محكمة خاصة لم تنشأ أبدا.. محكمة لها اسم وليس لها عنوان.

المادة 177 من دستور 2016 المعدل تنص على أن (تؤسس محكمة عليا للدولة تختص بمحاكمة رئيس الجمهورية عن الأفعال التي يمكن وصفها بالخيانة العظمى، والوزير الأول عن الجنايات والجنح التي يرتكبها بمناسبة تأدية مهامهما. يحدد قانون عضوي تشكيلة المحكمة العليا للدولة وتنظيمها وسيرها وكذلك الإجراءات المطبقة) ..فهل صدر القانون العضوي المشار إليه؟، كلا لم يصدر..  فقد وقف الدستور عند هذا الحد، ليقع التلاعب بالقضاء وبالأخلاق التي تلزم بمعاقبة أفراد العصابات.. ومنها مافيا المال والسياسة.

فلا القانون العضوي الذي ينظم هذه المحكمة صدر .. ولا الرئيس أو وزيره الأول سيقا إلى المحكمة للقصاص منهما على ما جنوا في حق الشعب والدولة .. وجناياتهما تفوق حد الخيانة العظمى.. وهي خيانات وليست خيانة واحدة!.

إنه تفريخ قوانين على المقاس.. تحمي اللصوص والفاسدين والمفسدين من المتابعة والمساءلة .. لقد عدّلوا الدستور ليظل بوتفليقة ـ العاجز تماما ـ رئيسا مدى الحياة.. وسارعوا إلى تنفيذ الجريمة الموصوفة عبر انتخابات مزورة.. لكنهم تلكؤوا في ترجمة الدستور إلى مؤسسات يمكن أن تضع حدا للفساد والإفساد.

لقد احتاطوا للأمر مسبقا.. وحصّنوا أنفسهم بالنصوص ليفلتوا من العقاب .. لكنهم نسوا سد بعض الثغرات القانونية أو الدستورية التي خذلتهم هذه المرة .. فالإشارة إلى الحكومة وإمكان محاكمتها أمام القضاء العادي لم يميز بين الوزير الأول ووزرائه.. فكانت هذه الثغرة التي نفذ منها النائب العام، ليسقط سلال وأويحيى وغيرهما في شباك العدالة.

لقد أجرموا حيث وُجدوا.. وامتدت عدواهم إلى كل الميادين والقطاعات.. فهل نشهد نهاية قريبة للجريمة المنظمة.. جريمة عصابة احترفت السياسة لتخرب دولة بأكملها!.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. وزارة الشؤون الدينية: هذا حكم صلاة الجمعة إذا وافقت يوم العيد

  2. الاتحاد العالمي للملاكمة يعتذر للجزائر بعد استبعاد الملاكمة إيمان خليف من دورة آيندهوفن

  3. أمطار غزيرة وموجة حر عبر عدة ولايات اليوم

  4. وهران: توقيف مؤثرة سيبرانية تنشر محتويات منافية للأخلاق والآداب العامة

  5. أمطار رعدية على 20 ولاية اليوم

  6. توجيه المواشي المستوردة غير الصالحة كأضاحي العيد للذبح وتوزيع اللّحوم

  7. مجلس الأمة يرد على استفزازات مجلس الشيوخ الفرنسي: الجزائر الشعبية والرسمية لن تغفر أيّ تدخل خبيث أو ناعم

  8. الجزائر - رواندا : توقيع 13 اتفاقية شراكة في مختلف القطاعات

  9. الوزير الأول نذير العرباوي يترأس اجتماعا للحكومة

  10. استغلوا الزلزال وفرّوا... 213 سجينًا يهربون من سجن في باكستان