ضاعفت العشيرة الدينية " عيد الأضحى " أو ما يُعرف بــ " العيد الكبير" في تدفق هائل لأفراد الجالية الجزائرية في المهجر القاطنين في قارة أوروبا تحديداً "فرنسا ، إسبانيا ، ألمانيا ، إيطاليا " ، أمام الرغبة الواسعة التي تحذو الجالية الجزائرية في قضاء هذه المناسبة الدينية مع الأهل والأقارب . وتشهد موانئ مستغانم ، الجزائر ، وهران ، سكيكدة وبجاية على وجه الخصوص ، تدفقا متزايدا للمغتربين الجزائريين القادمين من القارة العجوز ، أمام توقعات أن تتزايد أيام ذروة عبور الجالية في الأيام القليلة القادمة خاصة " 3 إلى 5 جوان " ، التي تسبق حلول عيد الأضحى في الجزائر المُقرر يوم 6 جوان ، بالنظر إلى أنّ فئة كبيرة من أفراد الجالية يُفضلون قضاء عيد الأضحى برفقة أهاليهم و أحبابهم في الجزائر ، في حين سيؤجل آخرون القدوم إلى ما بعد هذا الموعد الديني .
واتخذت السلطات المينائية ، تدابير تنظيمية خاصة ، من خلال مُضاعفة نقاط الاستقبال وباقي الخدمات الإجتماعية , من أجل السهر على أن يمر توافد الجالية على أرض الوطن في أوضاع جيدة ، أمام حرص السلطات العليا للبلاد على توفير كافة الشروط التنظيمية لاستقبال دخول الجالية في المهجر و تقليص مدة الإنتظار في أروقة العبور وكذا تسهيل إجراءات دخولهم إلى أرض الوطن ، علاوة على ضمان نفس التدابير أثناء عودتهم إلى ديار الغربة .
ويعكس هذا التدفق اللافت للمغتربين الجزائريين المقيمين في أوروبا على وطنهم، ارتباطهم الشديد ببلدهم الأم وحرصهم الكبير على إبقاء الروابط متينة معه، وتمسكهم القوي بعاداتهم وتقاليدهم وقيمهم الوطنية وقضاء "العيد الكبير " مع الأهل والأحباب .
ديناميّة تجارية ...
وعاينت" البلاد نت" ، حركية متزايدة في المدن الداخلية و الأرياف في الجهة الغربية من الوطن على وجه الخصوص ، خصوصا بالنسبة إلى الجالية المقيمة بالخارج، بدليل الحضور البارز لمركبات ذات ترقيم أجنبي لاسيما الترقيم الإسباني ( فالنسيا ، برشلونة ، أليكانتي و ليريدا) وأخرى بترقيم فرنسي على ذات المناطق الجزائرية ، إضافة إلى تسجّيل أعداد مهمة من السيّارات القادمة من أوروبا ، على مستوى الطريق السيار ، رغبة في قضاء ذات الشعيرة الدينية مع الأهل ، خاصة أنّ الإحتفال بعيد الأضحى في الجزائر له مكانة بالغة الأهمية في المخيال الشعبي للجزائريين، لكونها سنّة مؤكّدة وشعيرة من شعائر الله يجب إحترامها .
وأنعش هذا التوافد الهام للمغتربين الجزائريين على أرض الوطن ، التجارة المحلية خاصة نشاط كراء السيّارات ، إلى أن بلغ الأمر تسجّيل ندرة كبيرة في العربات أمام موجة حجز مسبقة غطت أشهر جوان ، جويلية و أوت ، خاصة الجالية التي تفضل العودة إلى ديار الوطن عبر المطارات كما استعادت المحلات التجارية المختصة في بيع المُنتجات التقليدية ، لاسيما الحلويات ، شحذ سكاكين نحر الأضاحي و حتى ملابس الأعياد الدينية ، حركية واسعة ، في انتظار عودة أعداد أخرى من المغتربين إلى أرض الوطن لإنعاش السياحة و تنشيط فضاءات الترفيه في المدن الساحلية على وجه التحديد.
مؤشرات بإرتفاع العائدين اعتبارا من 20 جوان..
ويرتقب أن يرتفع عودة المغتربين الجزائريين ، بداية من تاريخ 20 جوان الجاري موازاة مع إنتهاء الدراسة في معظم الدول الأوروبية ، وتُعتبر الفترة الممتدة بين بداية 1 جويلية و 10 سبتمبر هي ذروة عملية العبور بين الذهاب والإياب .
وتعوّل الجزائر على هذا التوافد الهام للجالية الجزائرية ، لما لهذه العملية من عوامل محركة للإقتصاد الوطني والسياحة في البلاد بالإضافة إلى حجم العملة الصعبة التي تُوفرها الجالية للجزائر خلال تواجدها على أرض الوطن في فصل الصيف .
و تُعدّ الجزائر من ضمن البلدان العربية ال 10 تلقيا لتحويلات المهاجرين والعمال المغتربين ، بحيث قدّرت تحويلات عام 2024 حسب البنك العالمي بنحو 1,868 مليار دولار ، ووفقا لذات الأرقام الرسمية ، فإنّ قيمة التحويلات الخاصة بالجزائرية سجّلت نموا بنسبة 8,72 بالمائة .
تدابير الرئيس..
وعزا العديد من خبراء الإقتصاد في الجزائر ، هذا التوافد الكبير لأفراد الجالية المقيمين في الخارج ، إلى جملة التدابير التحفيزّية التي أقرّها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون والتي تخصّ عودة الجزائريين بالخارج ، من خلال السماح لحاملي جوازات سفر أجنبية سارية الصلاحية ، الدخول و الخروج من التراب الوطني بصفة استثنائية وإلى غاية 31 ديسمبر 2025 ، وذلك دون الحصول المسبق على تأشيرة ، مع التقيد باستعمال نفس الوثائق عند الدخول والخروج . وتراهن السلطات العمومية على عودة الجالية في المناسبات و الأعياد ، لأن هذه الفترات تسهم في خلق حركية المنتوج الوطني و مُضاعفة الاستهلاك الداخلي .
